جميع هذه الاسئلة تتلاشى
أمام قرار الطفل ورغبته بالقصة. انجداب الطفل لكل قصة يتعلق عادة باللحظة ذاتها أو
باحساسه في اليوم ذاته، فالحل الوحيد للتخلص من هذه المعضلة عن طريق فسح المجال
للطفل لاختياره قصته، او بالأحرى الايمان بقدرة القصة على اختيار قراءها الصغار.
كل يوم سبت، تستقبل مكتبة
أ في فرعها بـلندن، بنات وأولاد من أعمار ودُول عربية مختلفه، للاستماع الى قصة
باللغة العربية.
للوهله الأولى ظننت أن
اللغة الفصحى المكتوبة ستوحد ما فرقته اللهجات العربية المختلفة ولكن كانت النتيجة
عكسية، ففُصحية اللغة ومستواها الغريب والجديد فاجأ الأطفال الذين يعيشون تخبطا في
هويتهم ولغتهم، كونهم ينتمون لأقلية إثنية في بلد تتعدد فيه الاثنيات والاعراق
واللغات.
الحل الاول لتجاوز هذه
المعضلة كان استعمال لهجات مختلفة لقراءة القصة، وتنويع اللهجات خلال القراءة
الواحدة لجذب جميع الاطفال والتواصل معهم من خلال اللغة او اللهجة الملائمة.
القصة المختارة في هذه
المراجعة للكاتبين ريم مخول وستيفن فارل، اللذان استعملا اللهجة العامية الشامية لسرد أحداث القصة.
وتروي القصة مغامرة البنت شهررزاد، "البنت اللّي ضيعت خيالها".
بعد قراءة القصة لضيوف المكتبة الصغار بطريقة مسرحية، لاحظتُ انجذاب الاطفال الى
شخصية "الخيال" التي تم تجسيدها في القصة برسمة كائن مجرد وملون.
وفّر الدمّج بين الواقع
والخيال في القصة تواصلا سريعا معها، حيث تحدثت القصة مع كل طفل من الحضور، واثبتت
اللهجة البسيطة معادلتها القوية للتواصل مع القارىء الصغير.
في نهاية هذه المراجعة،
احب ان انوّه للأهل والمدرّسين والمدرّسات أن لا "تخافو" من هذه الكتب
المكتوبة باللغة العربية العامية، فمن الممكن ان تكون البوابة الاولى لأولادكم
وطلاّبكم للتقرب من لغتهم الام، المنسية بين ضجة اللغة الانجليزية المستهلكة في كل
مكان من حولهم.
أتمنى ان تعجبكم القصة
وفحواها الذي لن اطلعكم عليه اكثر من ذلك، و"اتركلكو اياه مفاجاه".
No comments:
Post a Comment